إنّ المسيحي في الظّاهر وكما هو معروف لدى عامّة النّاس، هو من يكون والداه مسيحيَّين حيث يسجّلانه في الدّوائر الدّينيّة والرّسميّة على أنّه مسيحي، أمّا في الواقع فإنّ المسيحي هو من يؤمن بالمسيح اختياراً وطوعاً ويقبله ربّاً ومُخلِّصاً وملكاً ومعترفاً بذنوبه تائباً عنها، وبعدها يستحقّ أن يُدعى مسيحيّاً.
من خلال هذه المقالة القصيرة، نساعدك صديقنا القارئ، على معرفة من هو المسيحي الحقيقي وكيف يصبح الإنسان مسيحيّاً.
إيمان المسيحي الحقيقي
الخطوة الأولى في صيرورة الإنسان مسيحيّاً تبدأ بقرار جدّي وموقف جريء بالتّوبة والإيمان بالمسيح، إيماناً صحيحاً مؤسَّساً على رسالة الإنجيل المقدّس الذي يعلن لنا الهويّة الحقيقيّة للسّيّد المسيح، وهذا يعني أن يؤمن الإنسان بالمسيح ربّاً وفادياً ومخلِّصاً ويؤمن أنّه الطّريق والحقّ والحياة وأنّه القيامة والحياة وأنّه نور العالم، وأن يؤمن بأنّ السّيّد المسيح القدّوس قد تجسّد بشراً من العذراء مريم فجاء من السّماء إلى أرضنا لكي يفدينا من عقاب الخطيّة التي فصلتنا عن العلاقة مع الله، وهذا يرتّب على المسيحي الجديد في حياته الجديدة مع المسيح نتائجاً مختلفة نذكر منها:
*التغيير: هذا التغيير يظهر في سعي المؤمن بجديّة لطاعة الإنجيل قولاً وفكراً وعملاً، ويتجلّى فعليّاً في سلوكه وتصرّفاته وأعماله. مكتوب في الكتاب المقدس في رسالة كورنثوس الثّانية 5: 17، أيضاً مكتوب في رسالة بطرس الأولى 1: 15 و16. ومكتوب أيضاً في رسالة فيلبّي 1: 27. هذا الكلام يعلّمنا أنّ حياة المؤمن بالمسيح يجب أن تكون حياة جديدة مختلفة عن حياته السابقة قبل إيمانه بالمسيح، فيطرح عنه كل ما يمكن أن يشوّه إيمانه.
*الشهادة للمسيح: على المؤمن بالمسيح أن يشهد عن إيمانه بالمسيح دون خجل أو وجل، بل بكل فرح وكرامة مُقدِّماً المجد لله. يخبرنا الإنجيل المقدس بأن الناس الذين آمنوا بالمسيح كانوا يشهدون عنه ويبشّرون باسمه في كل مكان يحلّون فيه، حتى في ظلّ المصاعب والأهوال، نقرأ في أعمال الرّسل 8: 4 و5. أيضاً قال الرب يسوع في إنجيل متّى 10: 32 و33.
امتيازات المسيحي الحقيقي
الإيمان الصحيح بالمسيح يمنح المؤمن المسيحي الحقيقي امتيازات مباركة لا تُقدّر بثمن، نذكر منها:
*غفران الذّنوب: مكتوب في الكتاب المقدس عن السيد المسيح في سِفر أعمال الرّسل 10: 43.
*نعمة البنوة: يصبح المؤمن الحقيقي بالمسيح من أبناء الله بالتبني في المسيح، كما هو مكتوب في إنجيل يوحنّا 1: 12، وفي رسالة غلاطية 4: 4 و5.
*نعمة الحياة الأبدية: قال الرب يسوع في إنجيل يوحنّا 3: 16.
نداء المسيحي
صديقي، صديقتي، إن كنت تؤمن بما ذكرته لك وتثق في محبة السيد المسيح لك، فارفع قلبك بالصلاة والدعاء وصلّي هذه الصلاة: أيها الرب الإله، أعترف بأني أخطأت إليك في كلامي وأفعالي وأفكاري وتعدّيت على وصاياك، أنا أؤمن أن الرب يسوع المسيح مات من أجلي على الصليب ليدفع عقاب ذنوبي، وأنا أضع ثقتي في تضحيته لخلاصي. من فضلك، تعال وغيّر حياتي بقوة روحك القدوس واقبلني كابن لك من الآن وإلى الأبد، أمين.