تعريف الصلاة
يمكن تعريف الصلاة في الإيمان المسيحي بأنها “لقاء مع الله”، فيها يقدم المصلّي لله الشكر والحمد ويسأله غفران خطاياه ويرفع أمامه طلباته وتضرعاته.
وتندرج الصلاة في سياق عبادة الله الواحد. تدخل الصلاة في صلب حياة المؤمن المسيحي إذ تُعتبر الغذاء الروحي الذي ينمّي الإيمان ويقويه ويثبته، ومن دون الصلاة يضعف المؤمن ويفتر إيمانه ويصبح فريسة سهلة لعدو الإنسان أي الشيطان. إنه امتياز عظيم أن نكون في محضر الله نكلّمه ونشعر بروحه يقودنا ويرشدنا ويصغي إلى صلواتنا إصغاء الأب الحنون.
كيفية الصلاة ومكانها
الصلاة في المسيحية قد تكون فردية أو جماعية. الصلاة الفردية أن يكون المؤمن وحده في مكان معيّن (في بيته، سيارته، عمله، مدرسته أو جامعته، في الطائرة، أو البحر أو في أي مكان آخر)، يصلّي لله بخشوع وتقوى ووقار ومهابة. والصلاة الجَماعية، وهي غالباً ما تكون ضمن لقاء مجموعة من المؤمنين المسيحيين في اجتماع يدعى اجتماع الصلاة.
شروط الصلاة
لا يوجد شروط محدّدة للصلاة، كغسل اليدين مثلاً أو عدد ركعات معينة أو ترداد الكلمات نفسها كلّ مرة. الله لا ينظر إلى خارج الإنسان بل إلى داخله، أي فكره وقلبه (دون إهمال شكله الخارجي). الله يريدنا أنقياء من الداخل كي يُسَرّ بصلواتنا وتكون مقبولة عنده ويرضى بها ويستجيبها بحسب مشيئته، نقرأ في رسالة يعقوب 4: 8.
أوقات الصلاة ووجهتها
تحديد وقت الصلاة لا علاقة له بتعليم كتابي أو عقيدة إيمانية إنما له طابع تنظيمي شكلي فقط، لذا، يمكن لكل كنيسة أن تحدِّد موعداً أو وقتاً معيناً يلتقي فيه المؤمنون للصلاة في الكنيسة، كما يمكن لأي مؤمن أو مجموعة مؤمنين أن يصلّوا في أي وقت يحددونه.
نحن نؤمن أنّ الله غير مقيّد بوقت ولا بمكان وهو يصغي لمؤمنيه في أي وقت يطلبونه ويسألونه، مصلّين له بحمد وشكر وإكرام رافعين إليه تضرعاتهم وطلباتهم بإيمان وبنقاء الفكر والضمير. والإنجيل المقدس يحثّنا على الصلاة قائلاً في إنجيل لوقا 18: 1، وفي كولوسي 4: 2. يصلي المؤمنون بكل الاتجاهات، والله يسمعهم ويقبل صلواتهم إن كانت نابعة وصادرة من قلوب طاهرة وعقول نقيّة.
– أخي القارئ، على أمل أن تكون هذه المقالة الموجزة عن الصلاة قد بيّنت لك مفهوم الصلاة في الإيمان المسيحي، نسأل الله أن يفتقدك برحمته فتتوب وتصلي إليه وحده مستسلماً لمشيئته طالباً غفرانه. الرب يحبك ويُسرّ بوجودك في محضره تتكلم إليه وهو يصغي إليك.